السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجاهرون بالمعصية مستصغرون لذنوبهم غير مبالين بجريمتهم ، مغرورون بحلم الله عليهم ، وإمهاله إياهم ، وهذه هي صفة المنافقين الذين يقول فيهم الدين:
"المؤمن يري ذنبه كجبل فوقه يخاف ان يقع عليه. والمنافق يري ذنبه كذباب مر علي أنفه فأطاره"
المجاهرون هتكوا ستر الله عليهم ووقفوا منه موقف التحدي والاستكبار يقولون في أنفسهم كما ورد فى الذكر الحكيم :
لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ }المجادلة8
والمجاهرون يحركون في الناس الرغبة في الشر فهم يدعون إلي المنكر ويحرضون عليه ويهزءون بالمعروف ويصدون عنه.
وهذا هو سلوك المنافقين المذكور في قوله سبحانه وتعالى :
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }التوبة67
والمجاهرون يحملون أوزارهم وأوزار من تلدهم وسار علي نهجهم. ففي الحديث الشريف "من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة".
والمجاهرون بالمعصية تبلد حسهم ، ومات شعورهم ، وعميت بصائرهم لأن الحياء نزع منهم والحياء إذا نزع من شخص لا يتورع عن معصية من المعاصي لأنه لا يري فيها بأسا ولا حرصا ، وصدق النبي صلي الله عليه وسلم إذ يقول :
"إنه مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
لذا ندعو الله الهداية للجميع ، وأن يرزق المجاهرين بالمعصية التوبة الصادقة ، والندم على مابدر سابقا ، والعمل صالحا ، انه ولى ذلك والقادر عليه .
اللهم آمين .